الاثنين، 22 مايو 2023

الفرض التّأليفيّ 3: (اللّغة والبلاغة)، نسختان، نصّ: (خان الخليلي)، 2022-2023

 

دروس الفرض:

اللّغة: (المركّبُ الموصوليّ + أهمُّ معاني حروف الجرّ).

البلاغة: (التّشبيهُ أركانُه وأنواعُه + تشبيهُ التّمثيل + التّشبيهُ المقلوب).

  أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي    الفرض التّأليفيّ 3: اللّغة والبلاغة  

  معهد المنتزه    الكبّاريّة    1ث1    2023.5.22   

اِسْتَيْقَظَ أَحْمَدُ عَاكِف فِي صَبَاحِ اليَوْمِ الثَّانِي مُتْعَبًا لِأَنَّ السُّرُورَ كَالـحُزْنِ عَدُوٌّ لِلنَّوْمِ قَدِيمٌ. بَيْدَ أَنَّهُ اسْتَهَانَ بِتَعَبِهِ لِنَشْوَةِ صَدْرِهِ وَفَرْحَةِ قَلْبِهِ. وَهَلْ ظَفِرَ بِـمِثْلِ ذَاكَ الصَّبَاحِ السَّعِيدِ مِنْ عِشْرِينَ عَامًا؟! فَخَرَجَ مِنَ البَيْتِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ بَسَّامَ الثَّغْرِ خَفَّاقَ الشَّبَابِ النَّضِيرِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ أَخِيرًا مِنَ الزُّمْرَةِ الَّتِي طَالَـمَا رَمَقَهَا بِعَيْنِ الـحَسَدِ وَالغَيْرَةِ، زُمْرَةِ الـمُحِبِّينَ الـمَحْبُوبِينَ. وَصَفَا فُؤَادُهُ. فَلَـمْ تَنْهَشْهُ آفَةٌ مِنْ آفَاتِ البَغْضَاءِ. وَاسْتَرَاحَ عَلَى تَوَتُّرِهِ مِنْ أَطْيَافِ إِخْفَاقِهِ الـجَاثِـمَةِ فِي ظُلْمَةِ ذِكْرَيَاتِهِ كَجُثُومِ الـخَفَافِيشِ. فَلَـمْ يَتَوَثَّبْ لِـجِدَالٍ وَلاَ تَـحَفَّزَ لِمُعَارَضَةٍ وَلاَ تَشَاجَرَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الـمُوَظَّفِينَ. وَغَمَرَتْ مُسْتَنْقَعَ الـمَرَارَةِ الآسِنِ الـمُسْتَقِرِّ فِي أَعْمَاقِهِ مَوْجَةٌ رَاقِصَةٌ مِنَ الـحُبُورِ. [...] ثُـمَّ أَوَى الكَهْلُ إِلَى حُجْرَتِهِ. وَاسْتَلْقَى عَلَى الفِرَاشِ كَعَادَتِهِ كَيْ يَقِيلَ حَتَّى الأَصِيلِ أَوْ حَتَّى مِيعَادِ الـحُبِّ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى مُنْذُ اليَوْمِ.

d  نجيب محفوظ، خان الخليلي، دار مصر للطّباعة، القاهرة، صص: 101-102  c

d بتصرّف c





 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي  الفرض التّأليفيّ 3: اللّغة والبلاغة  

 معهد المنتزه    الكبّاريّة    1ث2    2023.5.27  

لَـمَّا خَلاَ أَحْـمَدُ عَاكِف إِلَى نَفْسِهِ فِي حُجْرَتِهِ مِنْ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، تَسَاءَلَ: أَلاَ يَـحْسُنُ بِهِ أَنْ يُقْلِعَ عَنْ عَادَةِ فَتْحِ النَّافِذَةِ وَأَنْ يُغْلِقَ قَلْبَهُ دُونَ العَاطِفَةِ الـجَدِيدَةِ الَّتِي يَسِيرُ الأَلَـمُ بَيْنَ يَدَيْهَا؟ أَلَيْسَ الـمَوْتُ مَعَ السَّلاَمَةِ خَيْرًا مِنْ حَيَاةِ القَلَقِ وَالعَذَابِ؟ بَيْدَ أَنَّهُ تَنَاسَى مَـخَاوِفَهُ فِي اليَوْمِ التَّالِي وَمَا بَعْدَهُ. وَصَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشُّرْفَةِ مِيعَادٌ يَتَجَدَّدُ كُلَّ أَصِيلٍ. وَلَـمْ يَعُدْ يَشُكُّ فِي أَنَّ الفَتَاةَ أَدْرَكَتْ أَنَّ جَارَهَا الـجَدِيدِ يَتَعَمَّدُ الظُّهُورَ أَصِيلَ كُلِّ يَوْمٍ كَيْ يَبْعَثَ إِلَيْهَا بِتِلْكَ النَّظْرَةِ الـحَيِيَّةِ الوَجِلَةِ. [...] فَمِنْ عَجَبٍ أَنْ يَتَوَاتَرَ الكَثِيرُ مِنَ الأَيَّامِ وَمَا يَزَالُ مُتَرَقِّبًا مِيعَادَهُ عَلَى تَرَدُّدِهِ ثُـمَّ لاَ يَسْتَطِيعُ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يُرْسِلَ هَذِهِ النَّظْرَةَ الـخَائِفَةَ الَّتِي مَا إِنْ تَلْتَقِي بِنَظْرَتِـهَا حَتَّى تَرْتَدَّ فِي خَفَرٍ وَقَدِ اخْتَلَجَتِ الأَجْفَانُ. وَأَدْرَكَ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَـخْطُوَ خُطْوَةً جَدِيدَةً. وَلَكِنْ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْجُمَ عَلَى الـحَيَاةِ لَـحْظَةً كَمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَهْرُبَ مِنْهَا عِشرِينَ عَامًا كَامِلَةً؟ هَلاَّ أَدَامَ إِلَيْهَا النَّظَرَ مَرَّةً حَتَّى يَجْعَلَهَا تُطْرِقَ حَيَاءً؟

d نجيب محفوظ، خان الخليلي، دار مصر للطّباعة، القاهرة c

d صص: 94، بتصرّف c


ليست هناك تعليقات: