الجمعة، 25 أكتوبر 2019

إنتاج كتابيّ: إنتاجُ فقرة تحليليّة (شعرُ الغزل) + ملاحظاتٌ منهجيّة، 2019-2020


الدّرسُ
(تُعطَى للتّلاميذ فرصةُ إنجازِ العمل الفرديّ أثناءَ الدّرس: تُقرَأ بعضُ الفقرات، وتُقيَّم)

²أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إنتاجُ فقرة تحليليّة، شعرُ الغزل، 1ث ²
² معهد 'المنتزه 2019-2020 ²  
³ المنطلقُ:
«فِي شِعْرِ جَمِيلٍ بْنِ مَعْمَرٍ، تَتَجَلَّى شَخْصِيَّةُ الْـحَبِيبَةِ البَدَوِيَّةِ أَكْثَرَ مِـمَّا تَظْهَرُ مَـحَاسِنُهَا الجَسَدِيَّةُ».
بَيِّنْ ذَلِكَ.
1-     ملاحظاتٌ منهجيّةٌ:
-      مكوّناتُ المقدّمة: [التّمهيدُ للأطروحة المدعومة + إدراجُ الأطروحة + التّصريحُ بالمنهج].
-      يجبُ التّخطيطُ للجوهر بقسمتِه إلى محوريْن أو أكثرَ حسْب مضمونِ الأطروحة.
-      مكوّناتُ الخاتمة: [الخروجُ باستنتاج أو أكثرَ مِـمّا سبق + فتحُ الآفاق...].
-      محلُّ الشّواهدِ القوليّة في الجوهر فحسْب. ويُـمنَع حضورُها في المقدّمة والخاتمة.
-      المدوَّنةُ هي مجموعُ النّصوص الّتي يحقُّ للتّلميذ اعتمادُها. وهي هنا أشعارُ جميل بن معمرٍ.
-      يمكنُ التّصريحُ بالشّاعريْن الآخريْن [قيس بنُ الملوَّح + عمر بن أبي ربيعة] في الخاتمة عند فتح الآفاق.
2-     التّطبيقُ: الفقرةُ التّحليليّةُ:
| عاشَ الشّاعرُ الأمويّ الغزِلُ 'جميل بن معْمر' في باديةِ الحجاز أثناءَ القرن 1ه/7م. وقد تجلّتْ في شعره شخصيّةُ الحبيبة 'بثينةَ' أكثرَ مِـمّا ظهرتْ محاسنُها الجسديّة. فما الدّليلُ على ذلك في غزلِه العذريّ العفيف؟
| لأنّ الغزلَ العذريَّ مَعْنِـيٌّ بسخاءِ العاطفة وبحُرقةِ الحرمان وبالوصال الرّوحيّ، فقد اهتمّ جميلٌ بتوصيفِ شخصيّة الحبيبة مِنْ حيثُ طِباعُها وأخلاقُها وسلوكُها مع العاشق. فبدتْ بثينةُ كثيرةَ المخاوف مِن انفضاح قصّتِها العاطفيّة في مجتمعٍ لا يسمحُ بالحبّ قبل الزّواج ولا يغفرُ لِـمَن تغزّل بامرأةٍ حرّة. لكنّ خشيتَها جعلَتْها أشدَّ حذرا ورصانةً وحكمةً مِن جميلٍ. فها هي تمنحُه، بعد أن لامتْه على انفلاتِ مشاعره، خطّةً مفصَّلةً لكتمانِ سرّهما المشترَك وللتّمويهِ على الأهل والوُشاة والحاسدين. مِنْ ذلك قولُ الشّاعرِ على لسانِها:
«وَأَعْرِضْ إِذَا لاَقَيْتَ عَيْنًا تَـخَافُهَا ² وَظَاهِرْ بِبُغْضٍ، إِنَّ ذَلِكَ أَسْتَرُ».
ثمّ إنّ الحبيبةَ البدويّة، مع قلّةِ فرصِ الوصال وكثرةِ العناصر المعرقِلة، شخصيّةٌ متمنِّعةٌ تتلذّذُ بتعذيبِ الحبيب لَـهْوا وتسليةً أو شماتةً وتشفِّيا. شاهدُنا على ذلك قولُ جميلٍ شاكيا صُدودَها متألِّما مِن قسوتِها عليه:
«وَإِنْ قُلْتُ: 'رُدِّي بَعْضَ عَقْلِي أَعِشْ بِهِ' ² تَوَلَّتْ، وقَالَتْ: 'ذَاكَ مِنْكَ بَعِيدُ'».
رغم تركيزِ الشّاعرِ العُذريّ على الخصالِ المعنويّة، وجدْناه أحيانا يتغزّلُ بمحاسنِ بثينةَ الجسديّة. مِنْ ذلك أنّه مدحَ خدَّها وعينيْها وهو يستعيدُ ماضِيه معها وقد برّحَ به الشّوقُ. فأنشدَ: «لاَحَ لَهَا خَدٌّ مَلِيحٌ وَمِـحْجَرُ». وعندما وسّطَ خليليْه كيْ يُبلّغا رسالتَه إلى الحبيبةِ النّائية الممنوعة عنه، تغزّل ببعضِ جمالها قائلا: «عَذْبَةِ الأَنْيَابِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ».
| نستنتجُ أنّ الاعتناءَ بشخصيّةِ الحبيبة البدويّة على حسابِ التّغزّلِ بجمالها الجسديّ مثّلَ إحدى الخصائص الغزلِيّة عند 'جميلٍ بنِ معمَر' الّذي آمنَ بتواصلِ أرواح العشّاق في عالَم الموتِ الرّحيمِ. فهل سار 'قيسٌ بن الملوَّح' على نفسِ النّهجِ؟ وكيف سيتجلّى التّغزّلُ بالحبيباتِ لدى زعيمِ الإباحيّين 'عمرَ بنِ أبي ربيعة'؟    ²/²


 النّسخةُ الخاصّة بالتّلاميذ


ليست هناك تعليقات: