الخميس، 6 مارس 2014

درس إنتاج كتابيّ: فقرة حجاجيّة بالدّعم، (محور الحكاية المثليّة)، 2013-2014

أستاذة العربـيّة
1 ث: إنتاج كتابيّ(كليلة ودمنة)
معهد "قرطاج حنّبعل"
فوزيّة الشّـطّي
إنتاجُ فقرة حجاجيّة بدعْم أطروحة
2013 - 2014
المنطلق:
نَـجَحَ دِمنةُ في أنْ يُهلِكَ الثّورَ بِالحيلةِ. لِـمَاذَا؟
التّحرير:
[ملاحظة منهجيّة: رتّبْنا الحُججَ حسْبَ معيار الشّخصيّات. ويمكنُ للمُحرّرِ أنْ يختارَ معاييرَ أخرى لتنظيم حُججه مِن المهِمّةِ إلى الأهَمّ أو مِن الأقوَى إلى الأضعف أو مِن الواقعيّة إلى المنطقيّة...]
1-   الأطروحةُ المدعومة:
لقدْ نجحَ الدّاهيةُ دمنةُ سريعا في إهلاكِ الثّورِ شَتْربةَ شرَّ هَلاكٍ. فلماذا استطاعَ بمجرّد الحيلةِ أنْ يَرتكِبَ تلك الجريمةَ النّكراء؟
2-   سيرورةُ الحـجاج:
تَكمنُ أسبابُ نجاح الحيلةِ الغادرةِ في الشّخصيّاتِ الرّئيسةِ الثّلاث. فدمنةُ والأسدُ والثّورُ يتقاسمون كُلُّهمْ مسؤوليّةَ ما حدثَ.
لَقد ألْفيْنا دمنةَ واسعَ العلمِ بليغَ الخِطاب بيِّنَ الحكمة. لكنّه وظّفَ هذه الكَفاءاتِ جميعَها في صناعة الشّرّ. إذ تمكّن بـمُنتهَى اليُسْر مِنْ أنْ يُقنعَ الأسدَ بأنّ صديقَه الثّورَ خائنٌ خؤُونٌ طامعٌ في الاسْتيلاء على العرْشِ بانقلابٍ غادرٍ. وبيُسْر أعظمَ قدِرَ دمنةُ أنْ يُقنعَ الثّورَ بأنّ الملكَ لا يُؤمَن شرُّه ولا تَدومُ عِشْرتُه ولا تُروَّضُ شَهوتُه إلى سفْكِ الدّماء حتّى لو كانتِ الفريسةُ صديقًا حمِيما.
أمّا الأسدُ، ملكُ البلادِ والعبادِ، فبدا عاجِزا عن انتقاءِ الحاشية المناسِبة. زِدْ على ذلك أنّه كانَ مُستبدّا برأيه. لقد اتّخذ قرارا مُتسرّعا حاسما بقتْل الثّورِ المتّهَمِ بالخيانة العُظمَى دونَ أنْ يَستشيرَ أحدا من ذوِي الحكمة والرّصانة. ثمّ إنّه حاكمٌ ظالِـمٌ لأنّه حَرمَ شتْربةَ حقَّه القانونـيَّ في محاكمة عادلة يدافعُ فيها عن نفسه. فالأسدُ احتكرَ السّلطةَ القضائيّة كيْ يُزيحَ مُنافِسا مُحتمَلا. وتَجاهل، لتحقيقِ غايته تلك، أنّ المتّهمَ بريءٌ حتّى تثبُتَ إدانتُه. وعندما ثَبتَ لِلجميعِ أنّ الثّورَ ضحيّةُ وِشاية حاقِدة حاسِدة كان الأوانُ قد فاتَ.
أمّا شتربةُ فهو مسؤُولٌ أيضا عن الفخِّ الدّامي الّذي وَقعَ فيه. إنّه حسَنُ الطّوِيّة، ساذَجُ الطّبْع، عدِيمُ الشّكّ. وليس مِن مَصلحةِ شخصٍ بهذه الخِصال الحمِيدةِ أن يُصادِقَ السّلطانَ. فقُصورُ الملوكِ كانتْ، وما تزالُ، أوكارا لحياكة المؤامراتِ الشّنيعة. وكثيرا ما يدفعُ فيها الأبْرياءُ ثمنَ رِفْعَةِ أخلاقِهمْ ونزاهةِ آرائِهمْ. وهكذا كان مصيرُ الثّور: لبـَّى المسكينُ دعوةَ الملكِ ليصيرَ الرّفيقَ المبجّلَ والصّديقَ النّصُوحَ، ثمّ انتهَى فريسةً سهْلةً بين فكّيْ مَنْ سبَقَ أنْ مَنحَه عهْدَ أمانٍ خانَه عندَ أوّلِ وِشايةٍ.
3-   الاستنتاجُ:
تجلّى لنا، إذنْ، أنّ هلاكَ الثّورِ جريمةٌ سياسيّةٌ متعدّدةُ الفَواعلِ تَفْضَحُ عيوبَ الاستبدادِ بالرّأي وبالسّلطة معا. فالاستبدادُ السّياسيّ غالبا ما يسهّلُ على الفُسّادِ إنْجاحَ شتَّى جرائمِهم.

عمَـلا مُـوفّــقا