الجمعة، 14 أبريل 2023

شرح نصّ: (إرادةُ الحياة، الشّابّي)، المحور 3: (الشّعرُ الوطنيّ)، 2022-2023



  أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي    شرح إنتاجيّ: إرادةُ الحيَاة  

  أبو القاسم الشّابّي  معهد المنتزه  1ث+ 2  2022-2023  

1-  ما الدّليلُ على أَنْسَنَةِ الطّبيعةِ في النّصّ؟

أنْسَنَ الشّاعرُ الرّومنطيقيّ الطّبيعةَ في رائعتِه "إِرَادَةُ الـحَيَاةِ". والدّليلُ على هذه الأنْسنةِ المقصودة أنّه أنْطَقَ الطّبيعةَ أيْ جعلَها تُصدِر خطابا حكيما مؤثِّرا. ثمّ إنّه اعتبرَها عاقلةً بل متفلسفةً تؤدّي دورَ المعلِّم للبشرِ الّذين ضيّعُوا حقوقَهم وحقيقتَهم. زدْ على ذلك أنّه أسندَ لكلِّ كائنٍ طبيعيّ رُوحا مستترةً مُتّقدةً بالحياة والتّعقّلِ والحكمة.

2-  أَنطقَ الشّاعرُ العناصرَ الطّبيعيّةَ بما يريدُ قولَه. بَيِّنْ ذلك:

تعمّدَ الشّابّي أن يجعلَ العناصرَ الطّبيعيّة تتكلّمُ على لسانِه. فالوطنيّةُ، عنده، تستدعي الدّفاعَ عن قيمِ الحرّيّة والكرامة والعزّة والسّيادة. وهذا ما نادتْ به الطّبيعةُ الّتي مثّلتْ في النّصِّ دورَ الوسيطِ بين الشّاعرِ الـمُحرِّض على الثّورة ضدّ كلِّ أشكال الظّلم والمهانة والاستبداد وبين الشّعوبِ المستعبَدة المقهورة الـمَدْعوَّة إلى الإمساكِ بزمامِ مصيرها. فالصّوتُ الوحيدُ المتكلِّم في النّصّ، إمّا مباشرةً وإمّا عبرَ وسيط، هو صوتُ شاعرنا. فتنويعُ الأصوات هو أسلوبٌ يُثري الخطابَ ويُقوّي التّأثيرَ في الـمُتلقِّين.

3-  ما المعاني الوطنيّةُ الّتي ينادي بها النّصُّ؟

نادَى هذا النّصُّ الشّعريّ بعديدِ المعاني الوطنيّة. أهمُّها أنّ إرادةَ الشّعوب تتحدّى المستحيلَ. ثانِيها أنّ الإنسانَ يحقّق قيمتَه عندما يحبُّ الحياةَ ويعشقُ كلَّ لحظة فيها. ثالثُها أن يتعلّقَ المرءُ بطموحِه مهما كانت المخاطرُ والعراقيلُ وحالاتُ الفشل والهزيمة. رابعُها أن يُدافعَ المواطنُ عن كرامتِه الإنسانيّة وحقوقِه الطّبيعيّة بجميعِ الأسلحة الـمُتاحة حتّى لا يُهانَ في وطنِه الأمِّ ولا يَذُلَّه مستعمِرٌ أجنبيّ أو مستبدٌّ محلّيّ. خامسُها أنّ الطّغاةَ يستفيدون مِن نقاطِ الضّعف في أيِّ شعبٍ كالخوفِ والجهل والاستسلام والتّواكُل والتّشرْذمِ... أيْ بمجرّد أن يتخلّصَ الشّعبُ مِن ضعفِه، تصيرُ نهايةُ الطّغاةِ حتميّةً.

 عمَـــلا موفّـقا