الاثنين، 31 أكتوبر 2022

الفرض العاديّ 1: (اللّغة والبلاغة)، نصّ: (ابن حزم الأندلسيّ)، 2022-2023

دروسُ هذا الفرض العاديّ الأوّل في اللّغة والبلاغة:   

1-            اللّغة:

-      الجملةُ ودرجةُ تركيبها.

-      رتبُ الجمل.

2-            البلاغة:

-      أركانُ عمليّة التّخاطب (أركانُ التّخاطب، وظائفُ اللّغة، عناصرُ المقام).


أستاذة العربيّة فوزيّة الشّطّي الفرض العاديّ 1: اللّغة والبلاغة معهد المنتزه الكبّاريّة 2022.10.29

يُـمْنَعُ الوَصْلُ إِمَّا بِبَيْنٍ وَإِمَّا بِهَجْرٍ وَإِمَّا بِكِتْمَانٍ وَاقِعٍ لِـمَعْنًى. وَلاَ بُدَّ لِكُلِّ مُـحِبٍّ صَادِقِ الـمَوَدَّةِ مَـمْنُوعِ الوَصْلِ مِنْ أَنْ يَؤُولَ إِلَى حَدِّ السَّقَامِ وَالضَّنَى وَالتَّحَوُّلِ. وَرُبَّـمَا أَضْجَعَهُ الـحِرْمَانُ. وَهَذَا الأَمْرُ كَثِيرٌ جِدًّا وَمَوْجُودٌ أَبَدًا. وَالأَعْرَاضُ الوَاقِعَةُ مِنَ الـمَحَبَّةِ غَيْرُ العِلَلِ الوَاقِعَةِ مِنْ هَجَمَاتِ العِلَلِ. وَيُـمَيِّزُهَا الطَّبِيبُ الـحَاذِقُ وَالـمُتَفَرِّسُ النَّاقِدُ. وَفِي ذَلِكَ أَقُولُ:

              يَقُولُ لِـيَ الطَّبِيـبُ بِغَيْـــرِ عِلْـــمٍ:    «تَدَاوَ. فَأَنْتَ، يَا هَـــــــــــذَا، عَلِيلُ».

          فَقُلْـتُ لَهُ: «أَبِــــــنْ عَــنِّـي قَلِيــــلاً     فَلاَ، وَاللهِ، تَعْـــرِفُ مَا تَـــقُـــــــــــــــــولُ».

          فَقَالَ: «أَرَى نُـحُولاً زَادَ جِـــــدًّا    وَعِلَّتُكَ الَّتِـي تَشْـــــــــــكُو ذُبُـــــــــــــــــولُ».

                   فَقُلْتُ لَهُ: «دَوَائِـي مِنْـــــهُ دَائِـــــي    أَلاَ فِي مِثْـــــلِ ذَا ضَلَّــتْ عُـــقُــولُ؟».

رُبَّـمَا تَرَقَّتْ صِفَةُ النُّـحُولِ إِلَى أَنْ يُغْلَبَ الـمَرْءُ عَلَى عَقْلِهِ وَيُـحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذِهْنِهِ. فَيُوَسْوِسُ. وَهَذَا إِنَّـمَا يَتَوَلَّدُ عَنِ إِدْمَانِهِ الفِكْرَ. فَإِذَا غَلَبَتِ الفِكْرَةُ وَتَـمَكَّنَ الخَلْطُ وَتُرِكَ التَّدَاوِي، خَرَجَ الأَمْرُ عَنْ حَدِّ الـحُبِّ إِلَى حَدِّ الوَلَهِ وَالـجُنُونِ. وَإِذَا أُغْفِلَ التَّدَاوِي فِي الأَوَّلِ إِلَى الـمُعَانَاةِ، قَوِيَ جِدًّا. فَلَـمْ يُوجَدْ لَهُ دَوَاءٌ سِوَى الوِصَالِ.

اِبنُ حزمٍ الأندلسيُّ: «طَوْقُ الحَمَامَةِ»، دار الفكر، القاهرة، 1964

صص: 102-104، بتصرّف

النّسخة الأولى

النّسخة الثّانية