درسا الفرض:
اللّغة: (المركّبُ الموصوليّ: الحرفيُّ والاسميّ).
البلاغة: (التّشبيهُ: أركانُه وأنواعُه).
♪✿
أســــتاذة العربـيّة ✿ فوزيّة الشّـــطّي ✿ الفرض العاديّ 3 ✿ اللّغة والبلاغة ✿♪ ♪◘✿ 1ث: 1+2 ✿ المنتزه ✿
الكبّاريّة ✿ 2023.5.11 ✿◘♪ |
«سَأَسْرِقُ التِّمْثَالَ»،
هَكَذَا قَرَّرَ أَبُو الـمَلاَ بَعْدَ أَنْ
عَاشَ عَذَابًا طَوِيلاً. [...] تَرَكُوهُ يَـجْلِسُ قُبَالَتَهُ
طَوَالَ النَّهَارِ وَالتِّمْثَالُ يُـحَدِّقُ فِيهِ بِـهَذِهِ النِّظْرَةِ
الشِّرِّيرَةِ السَّاخِرَةِ. بَلْ إِنَّهُ صَارَ يُـحَدِّثُهُ وَيُـحَاوِرُهُ.
صَارَ يَرْوِي لَهُ كَيْفَ حَـمَلَ ابْنَتَهُ إِلَى قَصْرِ الـحَازِمِيَّةِ
لِتَعْمَلَ فِيهِ خَادِمَةً وَكَيْفَ ضَرَبَهُ مَرَضُ القَلْبِ فَجْأَةً. صَارَ
يَرْوِي كُلَّ مَا يَـحْدُثُ لَهُ وَمَا يَـخْطُرُ بِبَالِهِ. وَكَانَ التِّمْثَالُ
يُنْصِتُ لَهُ بِاهْتِمَامٍ دُونَ أَنْ يُقَاطِعَهُ. ثُـمَّ يَرُدُّ عَلَيْهِ. [...]
وَكَانَ
فِي صَوْتِهِ تَـحْرِيضٌ غَامِضٌ لَهُ عَلَى أَنَّهُ يَـجِبُ أَنْ يَفْعَلَ
شَيْئًا مَا. سَأَلَهُ أَبُو الـمَلاَ مَرَّةً بِصُورَةٍ مُبَاشِرَةٍ: «مَاذَا
تُرِيدُ مِنِّـي أَنْ أَفْعَلَ؟».
وَأَجَابَهُ التِّمْثَالُ: «أُرِيدُ
مِنْكَ مَا تُرِيدُهُ الأَصْوَاتُ الحَقِيقِيَّةُ فِي دَاخِلِكَ. فَتِّشْ
عَنْهَا. أَنْصِتْ إِلَيْهَا. اِلْتَقِطْهَا، وَمُتْ مِنْ أَجْلِهَا. أَهَذِهِ
حَيَاةٌ تِلْكَ الَّتِي تَـحْيَاهَا أَنْتَ وَأَوْلاَدُكَ؟».
نَشَأَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التِّمْثَالِ عَلاَقَةٌ عَجِيبَةٌ. وَصَارَ يُلْقِي
عَلَيْهِ تَـحِيَّةَ الصَّبَاحِ مَا دَخَلَ الـمَكَانَ. بَلْ يَتَحَدَّثَانِ حَتَّى عَنِ الطَّقْسِ. ❤ غادة السّمّان، بيروت ٧٥، منشورات غادة السّمّان، ط6، بيروت، 1993 ❤ ❤ صص: 66-67، (بتصرّف) ❤ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق