السبت، 31 يناير 2015

شرح النّصّ: التّمهيد للمحور 2: (الحكاية المثَليّة)، 2014-2015


أستاذة العربـيّة
التّمهيدُ للمحور : الحِكايةُ الـمَثَلِيّةُ
معهد "قرطاج حنّبعل"
فوزيّة الشّـطّي
شرح النّصّ: 1 ث 7
2014-2015
1-  عبدُ اللّه بنُ الـمُقفَّع:
[فارس: 106ه/724م العراق: 142ه/759م]: أديبٌ ومفكِّرٌ ومترجِمٌ. أتْقنَ اللّغتيْن الفارسيّة والعربيّة. عمِل كاتِبا [تَحريرُ رسائلِ الخُلفاء] عندَ الدّولتيْن الأمويّة ثمّ العبّاسيّة. فخَبِرَ السّاسةَ، وأدركَ طبيعةَ العلاقات بين السّلاطين وبين الحاشيةِ (البِطَانَة) الانتهازيّة وبين الرّعيّة المغلوبة على أمرها. قُتِل شرَّ قتْلَةٍ (عُذِّبَ حتّى الموتِ) على يدِ الخليفة العبّاسيّ "أبي جعفر المنصُور" أو والِيهِ بالبصرة "سفيان بن معاوية" حِقْدا وثأرا.
2-  خصائصُ الحكايةِ الـمَثَلِيّة:
الحكايةُ الـمَثليّةُ مجمُوعةٌ من القِصصِ أو الحكاياتِ تَرتكِزُ على أحداثٍ مُتتابِعةٍ يكونُ أغلبُ أبطالِـها مِن الحيواناتِ الّتي تَتَحاورُ فيمَا بينها. وكثِيرا ما يكونُ هذا الحوارُ مُوجَّها لِنقْدِ سلوكِ النّاس وطبائِعهم وأخلاقِهم أو لِمُعالجةِ قضايا اجتماعيّةٍ وسياسيّةٍ كثيرة عن طريقِ التّلميح والتّرميز. والحكايةُ الـمَثليّةُ فنٌّ من فنونِ التّراثِ القصصيّ العربِـيّ القديمِ واكبتْ جميعَ عصوره. واختَلفتْ تسْمياتُه، منها: «الـمَثَلُ» و«الأُمْثُولَةُ» و«الحِكايَةُ الـمَثَلِيَّةُ» و«الخُرَافَةُ» و«القِصّةُ عَلَى لِسَانِ الحَيَوَانِ» و«رِوَايَةُ الحَيَوَانِ». ثمّ إنّها فنٌّ كونِـيٌّ عرفته كلُّ الثّقافات عبر التّاريخ الإنسانيّ الـمَدِيد.
تتميّزُ الحكايةُ الـمَثليّة بكونِها:
-       حكايةً مُتخيَّلة يقوم فيها الحيوان بدور البطولة.
-       تعتمدُ الحِجَاجَ أسلوبًا رئيسًا في الحوار بين الشّخصيّاتِ الـمُتآلفة أو الـمُتصارعة (حجّةُ الـمُماثلةِ...).
-       تَتّخِذُ الرّمزَ والحِكمةَ الخفيَّة وسيلةً للإبلاغ: إمّا للإمتاع بما تتضمّنه مِن خيالٍ فنّـيٍّ، وإمّا للتّمويهِ أي التّخفِّي وراء الحيوان خوفًا من الرّقابة السّياسيّة القاسية، وإمّا رغبةً في النّقد والإصلاح والتّأسيس لعالَـم أفضلَ: ففِي كلِّ حكايةٍ عبرةٌ تَهدِفُ إلى التّعليمِ الرّصين وإلى نقدِ الواقع (السّياسة والمجتمع والأخلاق) وإلى تأسيسِ قيَمِ الخير والفضيلة والحقّ والعدل والعقل.
3-  "كليلةُ ودِمنةُ":
هذا كتابٌ قصَصِيٌّ هنديُّ الأصلِ. انتقلَ بفضل التّرجمة إلى الثّقافةِ الفارسيّة الّتي اغْتنَى منها حِكَمًا وقِصَصا. ثُمّ تَرْجمهُ ابنُ الـمقفّع من الفارسيّة إلى العربيّة مُثْرِيًا إيّاهُ لغةً وأسلوبا وأبعادًا نقْديّة. اِحتوى الكتابُ 18 بابا أيْ حكايات مَثليّة متنوّعةَ الأُطرِ والفَواعلِ والأحْداثِ والمواضِيعِ. جاءتْ أغلبُ الشّخصيّات حيوانيّةً تُـمثِّلُ رموزا لعالَـم البشرِ.
كليلةُ ودمنةُ: هما ابنَا آوَى (حيوانٌ يشبهُ الثّعلبَ)، وهما أخوانِ مختلفان بل مُتناقضان. أمّا كليلةُ فشخصٌ خيِّرٌ نَصُوحٌ قانِعٌ بالقليل لا يحبُّ الظّلمَ ولا يطمعُ فيما ليس مِن حقّه. وأمّا دمنةُ فهو شرّيرٌ حَسودٌ حقودٌ طامعٌ في السّلطةِ لا يتردّدُ في الغدر بالإخوان تحقيقا لمطامحِه. وقد دفعَ ثمنَ جرائمه في نهايةٍ مأساويّة جديرةٍ به.
عمـــــــــــــــــــــــــلا موفّـــــــــــــــــــــــقا

ليست هناك تعليقات: