السبت، 3 يونيو 2023

الفرض التّأليفيّ 3: (المقال الأدبيّ)، المحور 4: (الأقصوصة)، 2022-2023




  أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي    الفرض التّأليفيّ 3: المقال الأدبيّ  

  معهد المنتزه    الكبّاريّة    1ث    2023.6.03  

 الموضوع: تَكْشِفُ الأَقَاصِيصُ غَالِبًا قَضَايَا الوَاقِعِ الاجْتِمَاعِيِّ العَـرَبِـيِّ كَشْفًا نَقْدِيًّا مُبَاشِرًا. لَكِنَّهَا تَعْمَدُ أَحْيَانًا إِلَى الأُسْلُوبِ الرَّمْزِيِّ لِانْتِقَادِ بَعْضِ الـمَسَائِلِ العَامَّةِ الـمُعَقَّدَةِ.

حَلِّلْ هَذَا القَوْلَ مُعْتَمِدًا مَا دَرَسْتَ مِنْ نُصُوصِ مِـحْوَرِ الأُقْصُوصَةِ.

(النَّقْدُ: سَلْبِيٌّ أَوْ إِيـجَابِيٌّ + الانْتِقَادُ: سَلْبِيٌّ دَائِمًا).

 عمَــــلا موفّــــقا 


الاثنين، 22 مايو 2023

الفرض التّأليفيّ 3: (اللّغة والبلاغة)، نسختان، نصّ: (خان الخليلي)، 2022-2023

 

دروس الفرض:

اللّغة: (المركّبُ الموصوليّ + أهمُّ معاني حروف الجرّ).

البلاغة: (التّشبيهُ أركانُه وأنواعُه + تشبيهُ التّمثيل + التّشبيهُ المقلوب).

  أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي    الفرض التّأليفيّ 3: اللّغة والبلاغة  

  معهد المنتزه    الكبّاريّة    1ث1    2023.5.22   

اِسْتَيْقَظَ أَحْمَدُ عَاكِف فِي صَبَاحِ اليَوْمِ الثَّانِي مُتْعَبًا لِأَنَّ السُّرُورَ كَالـحُزْنِ عَدُوٌّ لِلنَّوْمِ قَدِيمٌ. بَيْدَ أَنَّهُ اسْتَهَانَ بِتَعَبِهِ لِنَشْوَةِ صَدْرِهِ وَفَرْحَةِ قَلْبِهِ. وَهَلْ ظَفِرَ بِـمِثْلِ ذَاكَ الصَّبَاحِ السَّعِيدِ مِنْ عِشْرِينَ عَامًا؟! فَخَرَجَ مِنَ البَيْتِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ بَسَّامَ الثَّغْرِ خَفَّاقَ الشَّبَابِ النَّضِيرِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ أَخِيرًا مِنَ الزُّمْرَةِ الَّتِي طَالَـمَا رَمَقَهَا بِعَيْنِ الـحَسَدِ وَالغَيْرَةِ، زُمْرَةِ الـمُحِبِّينَ الـمَحْبُوبِينَ. وَصَفَا فُؤَادُهُ. فَلَـمْ تَنْهَشْهُ آفَةٌ مِنْ آفَاتِ البَغْضَاءِ. وَاسْتَرَاحَ عَلَى تَوَتُّرِهِ مِنْ أَطْيَافِ إِخْفَاقِهِ الـجَاثِـمَةِ فِي ظُلْمَةِ ذِكْرَيَاتِهِ كَجُثُومِ الـخَفَافِيشِ. فَلَـمْ يَتَوَثَّبْ لِـجِدَالٍ وَلاَ تَـحَفَّزَ لِمُعَارَضَةٍ وَلاَ تَشَاجَرَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الـمُوَظَّفِينَ. وَغَمَرَتْ مُسْتَنْقَعَ الـمَرَارَةِ الآسِنِ الـمُسْتَقِرِّ فِي أَعْمَاقِهِ مَوْجَةٌ رَاقِصَةٌ مِنَ الـحُبُورِ. [...] ثُـمَّ أَوَى الكَهْلُ إِلَى حُجْرَتِهِ. وَاسْتَلْقَى عَلَى الفِرَاشِ كَعَادَتِهِ كَيْ يَقِيلَ حَتَّى الأَصِيلِ أَوْ حَتَّى مِيعَادِ الـحُبِّ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى مُنْذُ اليَوْمِ.

d  نجيب محفوظ، خان الخليلي، دار مصر للطّباعة، القاهرة، صص: 101-102  c

d بتصرّف c





 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي  الفرض التّأليفيّ 3: اللّغة والبلاغة  

 معهد المنتزه    الكبّاريّة    1ث2    2023.5.27  

لَـمَّا خَلاَ أَحْـمَدُ عَاكِف إِلَى نَفْسِهِ فِي حُجْرَتِهِ مِنْ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، تَسَاءَلَ: أَلاَ يَـحْسُنُ بِهِ أَنْ يُقْلِعَ عَنْ عَادَةِ فَتْحِ النَّافِذَةِ وَأَنْ يُغْلِقَ قَلْبَهُ دُونَ العَاطِفَةِ الـجَدِيدَةِ الَّتِي يَسِيرُ الأَلَـمُ بَيْنَ يَدَيْهَا؟ أَلَيْسَ الـمَوْتُ مَعَ السَّلاَمَةِ خَيْرًا مِنْ حَيَاةِ القَلَقِ وَالعَذَابِ؟ بَيْدَ أَنَّهُ تَنَاسَى مَـخَاوِفَهُ فِي اليَوْمِ التَّالِي وَمَا بَعْدَهُ. وَصَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشُّرْفَةِ مِيعَادٌ يَتَجَدَّدُ كُلَّ أَصِيلٍ. وَلَـمْ يَعُدْ يَشُكُّ فِي أَنَّ الفَتَاةَ أَدْرَكَتْ أَنَّ جَارَهَا الـجَدِيدِ يَتَعَمَّدُ الظُّهُورَ أَصِيلَ كُلِّ يَوْمٍ كَيْ يَبْعَثَ إِلَيْهَا بِتِلْكَ النَّظْرَةِ الـحَيِيَّةِ الوَجِلَةِ. [...] فَمِنْ عَجَبٍ أَنْ يَتَوَاتَرَ الكَثِيرُ مِنَ الأَيَّامِ وَمَا يَزَالُ مُتَرَقِّبًا مِيعَادَهُ عَلَى تَرَدُّدِهِ ثُـمَّ لاَ يَسْتَطِيعُ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يُرْسِلَ هَذِهِ النَّظْرَةَ الـخَائِفَةَ الَّتِي مَا إِنْ تَلْتَقِي بِنَظْرَتِـهَا حَتَّى تَرْتَدَّ فِي خَفَرٍ وَقَدِ اخْتَلَجَتِ الأَجْفَانُ. وَأَدْرَكَ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَـخْطُوَ خُطْوَةً جَدِيدَةً. وَلَكِنْ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْجُمَ عَلَى الـحَيَاةِ لَـحْظَةً كَمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَهْرُبَ مِنْهَا عِشرِينَ عَامًا كَامِلَةً؟ هَلاَّ أَدَامَ إِلَيْهَا النَّظَرَ مَرَّةً حَتَّى يَجْعَلَهَا تُطْرِقَ حَيَاءً؟

d نجيب محفوظ، خان الخليلي، دار مصر للطّباعة، القاهرة c

d صص: 94، بتصرّف c


الأحد، 21 مايو 2023

درس بلاغة: (تشبيهُ التّمثيل والتّشبيهُ المقلوب)، إصلاح التّطبيقات، 2022-2023






 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي  درس بلاغة: تشبيهُ التّمثيل والتّشبيهُ المقلوب  

 معهد المنتزه  الكبّاريّة   1ث  2022-2023 

1- تشبيهُ التّمثيلِ:

-   قَالَ الـمُتَنَبِّـي مَادِحًا: «يَهُزُّ الـجَيْشُ حَوْلَكَ جَانِبَيْهِ  كَمَا نَفَضَتْ جَنَاحَيْهَا العُقَابُ» [طَائِرٌ كَاسِرٌ خَفِيفٌ سَرِيعٌ] شبّهَ المادحُ صورةَ مَيْمَنَةِ الجيشِ ومَيْسَرَتِهِ والممدوحُ القائدُ يسيرُ بينهُما، بصورةِ عُقابٍ تُحرّكُ جناحيْها الخفيفيْن السّريعيْن. أداةُ التّشبيه هي حرفُ الجرّ (كَ). أمّا وجهُ الشّبه فهو السّرعةُ والخفّةُ والانتظامُ والإقدامُ والجرأة.

-   قَالَ شَاعِرٌ مُتَغَزِّلاً: «كَأَنَّ الدُّمُوعَ عَلَى خَدِّهَا  بَقِيَّةُ طَلٍّ عَلَى جُلَّنَارْ» [زَهْرُ الرُّمَانِ، وَهْوَ أَحْمَرُ اللَّوْنِ].  شبّهَ الغَزِلُ صورةَ امرأةٍ تبكي والدّموعُ تسيلُ على خدّيْها الـمُورَّدَيْن، بصورةِ قطراتِ النّدَى العالِقة بزهرِ الرّمّان. أداةُ التّشبيه هي النّاسخُ الحرفيّ (كَأَنَّ). أمّا وجهُ الشّبه فهو الانسجامُ والجمالُ الّذي يأسَرُ النّفسَ ويسرُّ العيْنَ.

-   قَالَ تَعَالَى: «مَثَلُ الَّذِينَ حُـمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَـمْ يَحْمِلُوهَا كَــمَثَلِ الـحِمَارِ يَـحْمِلُ أَسْفَارًا» [كُتُبًا كَبِيرَةً ضَخْمَةً].  شبّهَ القرآنُ صورةَ اليهودِ وقد مُنِحوا التّوراةَ دونَ أن يلتزِمُوا بتعاليمِها، بصورةِ الحمار الذّي يحملُ على ظهرِه كُتُبا عظيمةً دون أن يفهمَها أو ينتفعَ بها. أداةُ التّشبيه هي حرفُ الجرّ (كَ). أمّا وجهُ الشّبه فالجهلُ بقيمةِ الشّيء.

^ تشبيهُ التّمثيل هو تشبيهُ صورةٍ بصورة: يكونُ طرفاه (المشبَّه والمشبَّه به) مركَّبيْن. تحضرُ فيه عادةً أداةُ التّشبيه. أمّا وجهُ الشّبه فيُستخلَصُ مِن الطّرفيْن لأنّه صورةٌ مُنتزَعة مِن متعدِّد.

2- التّشبيهُ الـمقلوبُ:

-   قَالَ بَشَّارٌ بْنُ بُرْدٍ: «وَذَاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدْرَ صُورَتُهَا  بَاتَتْ تُغَنِّـي عَمِيدَ القَلْبِ سَكْرَانَا» [مَرِيضًا مِنْ فَرْطِ الـحُبِّ].  شبّهَ المتغزِّلُ صورةَ البدرِ [القمَرِ الـمُكتمِل] بصورةِ القَيْنَةِ [الأَمَةِ الـمُغَنِّيَةِ] ذاتِ الـحُسنِ والدّلالِ. والمألوفُ في التّشبيهِ أن يكونَ البدرُ هو المشبَّهُ به لكونِه أقوَى رُموزِ الجمالِ الفاتِن. لكنّ الشّاعرَ قلبَ التّشبيهَ مبالَغةً في الغزَل.

-   قَالَ البُحْتُرِيُّ وَاصِفًا بِرْكَةَ الـمُتَوَكِّلِ: «كَأَنَّـــهَا حِينَ لَـجَّتْ فِي تَدَفُّقِهَا  يَدُ الـخَلِيفَةِ لَـمَّا سَالَ وَادِيهَا».  شبّهَ المادحُ بركةً في قصرِ الخليفةِ العبّاسيّ 'المتوكِّل' يجري ماؤُها جَريانا نشيطا قويّا، بصورةِ يدِ الخليفةِ الكريمِ السّخيّ وهيَ تجودُ بالهدايَا والعطايَا على الجميعِ كأنّها الوادِي الّذي تجرِي فيه السّيولُ. الأصلُ في التّشبيهِ أن يكونَ الماءُ هو المشبَّهُ به لكونِه أقوَى رُموزِ الكرمِ والسّخاء. لكنّ الشّاعرَ قلبَ التّشبيهَ مبالَغةً في المدْح.

-   قَالَ شَاعِرٌ فِي وَصْفِ الشَّوْقِ: «أَحِنُّ لَـهُمْ وَدُونَهُمُ فَلاَةٌ  كَأَنَّ فَسِيحَهَا صَدْرُ الـحَلِيمِ» [صَحْرَاءُ شَاسِعَةٌ].  شبّهَ الشّاعرُ صورةَ الصّحراءِ الفسيحةِ الشّاسعة، وهيَ المسافةُ الفاصلة بينَه وبينَ أحبابِه، بصورةِ الصّدرِ الواسع المسامِحِ الّذي يختصُ به الـحَلِيمُ [مَن يعفُو عنِ الـمُسيءِ رغم أنّه قادرٌ على معاقبتِه]. المألوفُ في التّشبيهِ أن تكونَ الفلاةُ هي المشبَّهُ به لكونِها أقوَى رُموزِ الاتّساعِ والشَّساعةِ. لكنّ الشّاعرَ قلبَ التّشبيهَ مبالَغةً في وصفِ ألـمِه النّفسيّ.

^ التّشبيهُ المقلوب هو التّشبيهُ الّذي جُعِل فيه المشبَّهُ مشبَّها به بادّعاءِ أنّ وجهَ الشّبه فيه أقوَى وأتَمُّ وأظهرُ. أمّا أداةُ التّشبيه ووجهُ الشّبه فيمكنُ أن يحضرَا أو يغيبا. والقصدُ مِن قلْبِ طرفيْ التّشبيه هو المبالغةُ.

td عمــلاً موفَّــقا ct

td التّطبيقات ct

أ- حلّلِ التّشبيهاتِ التّاليةَ مُـحدِّدا أنواعَها:

1- قَالَ جَمِيلٌ بْنُ مَعْمَرٍ فِي شَكْوَى الـحُبِّ: «وَأَمْشِي، وَتَـمْشِي فِي البِلاَدِ، كَأَنَّنَا  أَسِيـــرَانِ لِلأَعْدَاءِ مُرْتَـــهَنَانِ».

 ..............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

2- قَالَ ابْنُ الـمُعْتَزِّ وَاصِفًا: «وَالصُّبْحُ فِي طُرَّةِ لَيْلٍ مُسْفِرٍ  كَأَنَّهُ غُرَّةُ مُهْرٍ أَشْقَرِ» [بَيَاضٌ فِي الجَبْهَةِ / وَلَدِ الفَرَسِ].

 ..............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

3- قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ الـمُتَنَبِّـي فِي الحِكْمَةِ: «إِنَّ القُلُوبَ إِذَا تَنَافَرَ وِدُّهَا  مِثْلُ الزُّجَاجَةِ كَسْرُهَا لاَ يُـجْبَرُ».

 ..............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

4- قَالَ البُحْتُرِيُّ مُتَغَزِّلاً: «شَقَائِقُ يَـحْمِلْنَ النَّدَى فَكَأَنَّهُ   دُمُوعُ التَّصَابِي فِي خُدُودِ الـخَرَائِدِ» [الفَتَيَاتِ الأَبْكَارِ].

 ..............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

5- قَالَتِ الشَّاعِرَةُ الـجَاهِلِيَّةُ الـخَنْسَاءُ فِي الرِّثَاءِ: «أَغَرُّ أَبْلَجُ تَأْتَـمُّ الْـهُدَاةُ بِهِ  كَأَنَّـهُ عَلَمٌ فِـي رَأْسِهِ نَارُ» [جَبَلٌ].

 ..............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

6- قِيلَ فِي الوَصْفِ: «سَوَادُ اللَّيْلِ يُشْبِهُ شَعْرًا فَاحِـمًا» [شَدِيدَ السَّوَادِ].

 ..............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

dc

d إصلاحُ التّطبيقاتِ c

 أ- حلّلِ التّشبيهاتِ التّاليةَ مُـحدِّدا أنواعَها:

1- قَالَ جَـمِيلٌ بْنُ مَعْمَرٍ فِي شَكْوَى الـحُبِّ: «وَأَمْشِي، وَتَـمْشِي فِي البِلاَدِ، كَأَنَّنَا  أَسِيـــــرَانِ لِلأَعْدَاءِ مُرْتَـــــهَنَانِ» تشبيهُ التّمثيل: شَبّه جميلٌ صورةَ نفسِه وحبيبتِه، وهُما يكابدان رفضَ المجتمعِ لقصّةِ حُبِّهما، بصورةِ الأسيريْن الواقِعيْن في قبضةِ أعداءٍ لا يعرفونَ الرّحمةَ. أداةُ التّشبيه هي النّاسخُ الحرفيّ (كَأَنَّ). أمّا وجهُ الشّبه فهو حالةُ الحصارِ والعذاب والخوف مِن قسوةِ العقاب.

2- قَالَ ابْنُ الـمُعْتَزِّ وَاصِفًا: «وَالصُّبْحُ فِي طُرَّةِ لَيْلٍ مُسْفِرٍ  كَأَنَّهُ غُــرَّةُ مُهْرٍ أَشْقَرِ»[بَيَاضٌ فِي الجَبْهَةِ/ وَلَدِ الفَرَسِ].  تشبيهٌ مقلوب: شبّه الشّاعرُ الصّبحَ وهو يطلعُ في آخرِ اللّيل الّذي بدأتْ ظلمتُه تنكشفُ، بغرّةِ صغيرِ الفرس الأشقر اللّون. والأصلُ أن يكون الصّبحُ هو المشبّهُ به لأنّ صفةَ البياضِ والإشراق فيه أقوى. لكنّ الواصفَ قلبَ التّشبيه مبالغةً في وصفِ جمال الـمُهْر. أداةُ التّشبيه هي النّاسخُ الحرفيّ (كَأَنَّ).

3- قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ الـمُتَنَبِّـي فِي الحِكْمَةِ: «إِنَّ القُلُوبَ إِذَا تَنَافرَ وِدُّهَا  مِثْلُ الزُّجَاجَةِ كَسْرُهَا لاَ يُـجْبَرُ».  تشبيهُ التّمثيل: شَبّه المتنبّي صورةَ القلوبِ الّتي فسُدتْ مشاعرُها وتحوّلَ ما بينها مِن وِدّ ومحبّة إلى نُفورٍ وصَدّ وكُره، بصورةِ الزّجاج المكسور الّذي يستحيلُ إصلاحُ ما حَلّ به مِن فساد وتهشُّمٍ. أداةُ التّشبيه هي الاسمُ (مِثْلُ). أمّا وجهُ الشّبه فهو استحالةُ العودةِ إلى الوضعِ الإيجابيّ السّابق.

4- قَالَ البُحْتُرِيُّ مُتَغَزِّلاً: «شَقَائِقُ يَـحْمِلْنَ النَّدَى فَكَأَنَّهُ   دُمُوعُ التَّصَابِي فِي خُدُودِ الـخَرَائِدِ» [الفَتَيَاتِ الأَبْكَارِ].  تشبيهٌ مقلوب: شبّه الشّاعرُ قطراتِ النّدَى العالقةَ بشقائقِ النُّعمان، بدموعِ اللّهو والطّيش والعبث الّتي تذرفُها الفتياتُ الأبكارُ مِن بابِ الدّلال. والأصلُ أن تكون قطراتُ النّدى هي المشبّهُ به لأنّها رمزُ الصّفاء والنّقاء فيه. لكنّ المتغزِّلَ قلبَ التّشبيه مبالغةً في وصفِ جمال الفتيات المتباكيات. أداةُ التّشبيه هي النّاسخُ الحرفيّ (كَأَنَّ).

5- قَالَتِ الشَّاعِرَةُ الجَاهِلِيَّةُ الخَنْسَاءُ فِي الرِّثَاءِ: «أَغَرُّ أَبْلَجُ تَأْتَـمُّ الْـهُدَاةُ بِهِ  كَأَنَّـهُ عَلَمٌ فِـي رَأْسِهِ نَارُ»[جَبَلٌ] تشبيهُ التّمثيل: شبّهتِ الخنساءُ صورةَ أخيها الْمَرْثيّ 'صَخْرٍ'، وهو مُشرِقُ الطّلْعةِ وافرُ العقلِ ذائعُ الصّيتِ يقتدي به ذوي الرّشاد، بصورةِ الجبَلِ الشّامخِ الّذي في قِمّته نارٌ مُوقدَة يَهتدي بها عابِرُو الصّحراء مِن أبعدِ المسافات. أداةُ التّشبيه هي النّاسخُ الحرفيّ (كَأَنَّ). أمّا وجهُ الشّبه فهو العلوُّ والشّهرة والبروزُ.

6- قِيلَ فِي الوَصْفِ: «سَوَادُ اللَّيْلِ يُشْبِهُ شَعْرًا فَاحِـمًا» [شَدِيدَ السَّوَادِ].  تشبيهٌ مقلوب: شبّه الشّاعرُ ظلمةَ اللّيل الدّاكنةَ الحالكةَ بالشّعْر الشّديد السّواد. والمألوفُ أن يكون اللّيلُ هو المشبّهُ به لأنّ صفةَ السّواد فيه أقوى وأظهرُ. لكنّ الواصفَ قلبَ التّشبيه مبالغةً في وصفِ سوادِ الشّعْر. أداةُ التّشبيه هي الفعلُ (يُشْبِهُ).

dc

 ب- حلّل التّشبيهات التّاليةَ مُـحدِّدا أنواعَها:

1- قَالَ أَحْمَدُ شَوْقِي فِي وَطَنِهِ مِصْرَ: «وَيَا وَطَنِـي، لَقِيتُكَ بَعْدَ يَأْسٍ  كَأَنِّي قَدْ لَقِيتُ بِكَ الشَّبَابَا».

 .............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

2- قَالَ البُوصِيرِيُّ فِي الحِكْمَةِ: «وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى  حُبِّ الرَّضَاعِ، وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمُ».

 .............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

3- قِيلَ فِي الـمَدْحِ: «كَأَنَّ النَّبْلَ كَلاَمُهُ، وَكَأَنَّ الوَبْلَ نَوَالُهُ» [السَّهْمَ / الـمَطَرَ الغَزِيرَ].

 .............................................................................................

....................................................................................................

 .............................................................................................

....................................................................................................

4- قَالَ الـمُتَنَبِّي رَاثِيًا: «وَمَا الـمَوْتُ إِلاَّ سَارِقٌ دَقَّ شَخْصُهُ  يَصُولُ بِلاَ كَفٍّ وَيَسْعَى بِلاَ رِجْلِ» [صَغُرَ، نَحُفَ].

 .............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

5- قَالَ الـحِمْيَرِيُّ مَادِحًا: «وَبَدَا الصَّبَاحُ كَأَنَّ غُرَّتَهُ  وَجْهُ الـخَلِيفَةِ حِينَ يُـمْتَدَحُ» [أَوَّلَهُ، بِدَايَتَهُ].

 .............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

6- قَالَ تَعَالَى: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَـهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ، وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ، وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».

 .............................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

td عمــلاً موفَّــقا ct