1- تَغزّل عمرُ بالحبيبةِ مِن
حيثُ محاسنُها الجماليّةُ ومِن حيث مكانتُها الاجتماعيّةُ. بيّنْ ذلك:
لقد
تغزّلَ أبو الخطّاب بهذه الحبيبةِ مِن حيث محاسنُها الجماليّة. فهي امرأةٌ وقورٌ
بطيئةُ الحركة كثيرةُ الدّلال. ثمّ إنّها ذاتُ جسدٍ قويم يُشِعّ مِن تحت الأثوابِ
الشّفّافة (كَالشَّمْسِ
مِنْ خِلاَلِ السَّحَابِ). وهي
ترتدِي أبهَى الأثوابِ وأغلاها ثمنا تباهِيا بمالِها وملاحتِها ومجدِ آبائها.
زدْ على ذلك أنّها رفيعةُ النّسبِ شريفةُ المقام تنتمي إلى سلالةِ الملوك.
2- ما الوظائفُ الّتي أدّاها
نمطُ الحوارِ في هذا النّصِّ الغزليّ؟
أدّى
الحوارُ عدّةَ وظائف. فخطابُ عمرَ كشف إحساسَه بالظّلم
وشكواه مِن تمنّعِ الحبيبة عنه. أمّا خطابُ الجارية فبيّنَ تعاطفَها العميقَ مع
الشّاعر المعذَّب الولهان. حتّى إنّها عاتبتْ سيّدتَها القاسية وتوسّطتْ لعمرَ
عندها طالبةً مِنها عهدَ الحبِّ الّذي يُريح قلبَ العاشقِ (الأَسِيرِ).
3- وظّفَ الشّاعرُ المعجمَ
الدّينيّ ليبرّرَ حقَّه في الوصالِ. كيف ذلك؟
وظّف
الشّاعرُ المعجمَ الدّينيَّ ليُطالبَ بحقّه في الوصالِ العاطفيّ. إذ أفتَى
بلزُومِ القَصاصِ العادل مِـمَّنْ قتلتْه حبّا وحرمانا أو ظُلما وشماتةً: أيْ يطلبُ
الشّاعرُ أن تُقتَلَ الحبيبةُ لأنّها قتلتْه دون وجهِ حقٍّ. واحتجّ بالقرآن بُرهانا
على صحّةِ مطلبه (قَضَاءً
مُفَصًّلاً فِي الكِتَابِ).
4- في هذا الغزلِ فخرٌ ضمنيّ
بالنّفسِ. اِسْتنتِج الأدلّةَ على ذلك:
في هذه
الغزليّةِ يفخرُ الشّاعرُ بنفسِه فخرا ضِمنيّا. والدّليلُ على ذلك ادّعاؤُه أنّ
حبيبتَه المزعومةَ تنحدر مِن أعلى بيتٍ ملَكيّ في البلاد (رَبَّةً لِلنِّسَاءِ فِي بَيْتِ مَلْكٍ).
ولا يصاحبُ امرأةً بهذه الخصال إلاّ مَن كان مِن مستواها الطّبقيّ. أيْ إنّ أبا
الخطّاب قدْ وصف نفسَه بكونِه رفيعَ المقام بين قومه اجتماعيّا وأدبيّا. لذا
ساندتْه جاريةُ الحبيبةِ بحماسة. فهي تراهُ جديرا بحبِّ سيّدتها ولا يقلّ عنها
شأنا ومنزلة.
²❀
عمَـلا موفّـقا ❀²
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق